تحتوي هذه الصورة على 13 جنسية من مُختلف دول العالم، ذو عقليات مُختلفة!
نتعلم دائماً من مُحيطنا الإجتماعي، تتشكل المعلومات والأراء والهوايات بالمحيط الذي يحتوي على عائلاتنا وأصدقائنا. بناء الأفكار الخاصة بك وطموحاتك الكبيره تَعتمد على مدى نجاح المُحيط حولك، فهم بطريقة أو بأخرى يُثبتون لك أن النجاح ممكن او غير ممكن! لم أكن اتخيل أن مُرافقة الكثير من العقول المُختلفة بطموحات كثيرة، قد تُغير نظرتي لأمور كثيرة في الحياة. هناك نظرية لستيفن كوفي صاحب كتاب العادات السبعة لأكثر الناس فعالية، النظرية تَتمحور حول تقسيم الناس من حولك إلى عقليتين: عقلية الوفرة وعقلية الندرة. سابدأ بتعريف كُل نظرية والتحدث عنها من رؤية وقراءة شخصية وذكر بعض الأمثله لتوضيح الصورة أكثر، وسأذكر كيفية تَشكل هذه العقليات إجتماعياً ونفسياً.
عقلية الندرة
هي أن تؤمن أن الخير والفرص محدودة (اللقمة واحدة إما أن تأكلها أنت أو يأتي احد غيرك يأكلها)؛ ولابد أن يكون هناك طرف خاسر .. فالحياة كلها صراع وتنافس
عقلية الندرة هي العقلية التي دائماً تجد صاحبها يعيش في حالة قلق وتوتر دائماً، ويعتقد ان الفرص في هذا العالم الواسع محدودة جداً بدون اسباب منطقية. صاحب هذه العقلية يرى ان الفرص محدودة واذا إقتنص الفرصة غيره، ستجده يعيش في حالة من الحسد وعدم الإرتياح. طبعاً في نفس الوقت يعتقد إعتقاد تام ان نجاح غيره سيهدد حياته ويبدأ بالدخول في دوامة اليأس والإحباط وربما الإكتئاب! ستجد صاحب عقلية الندرة يخاف ان يُشارك أفكاره وطموحاته مع اصدقاءه، خوفاً من ان يفشل ويستطيع غيره القيام بها وينجح، ويظهر هوَ بمظهر الخاسر في خياله الواسع. وحتى لو نجح فلن تجده متفائل ويخاف ان يشارك من حوله نجاحاته، لربما احدهم يصبح سبب في خسارة الفرصة التي حصل عليها. صاحب هذه العقلية لن يستمتع في حياته وبإنجازاته لانه سيكون دائماً في حالة تَرقب وخوف من الخسارة، مُتناسي الهدف الأسمى للنجاح وإرضاء الذات بما وصل إليه. النظر الى الفرص كأنها مصدر ناضب هوَ قمة اليأس، فلا وجود للفرصة الاخيرة في هذا الكون.
من نظرة شخصية، سبب تَكون هذه العقليات هو إجتماعي ونفسي بحت. وأرى ان هذه العقلية من الممكن توارثها مع الأجيال، وربما غرس مبدأ الحيطة والحذر في الابناء بدون أي اسباب مُقنعة. فمن حاول وفشل مرة واحده، تجده يتوقف عن المحاولة مرة اخرى، ويظهر اسباب واهية بدون مراجعة اسباب فشله. طبعاً هذا الشخص سيبدأ بدون شعور بتبني عقلية الندرة ومحاولة إقناع من حوله ان الأمر بدون فائدة ولا يستحق منكم العناء والتعب. تأثير شخص واحد بين مجموعة كبيره من الاصدقاء قد تكون مؤثره جداً، كمبدأ التفاحة الفاسدة في صندوق! فالحذر دائماً من التأثيرات وأصحاب التجارب المحدودة.
عقلية الوفرة
هي أن تؤمن أن هناك فرصاً تكفي الجميع وخيرًا يكفي الجميع في هذه الدنيا
فلست بحاجة أن تخسر أحداً أو تؤذي أحداً حتى تكسب أنت.. فهناك خير يكفي الجميع
عقلية الوفرة هيَ من نجد صاحبها يستمتع بالحياة، وتجد العمل معه فيه متعة وطمأنينة فهو محب للخير، ويتمنى الخير والصلاح للجميع حتى لو كان مُختلف معهم. طبعاً أصحاب هذه العقلية يرى الفرص في كل مكان، والخير موجود حوله ويكفي الجميع، فلا يحتاج ان يأكل قلبه الحسد. ونجد صاحب هذه العقلية هادئاً مُطمئناً ولا تهدده نجاحات الآخرين، بل تجده يحتفل معهم لنجاحهم ويُطري عليهم لمَا وصلوا إليه. على عكس عقلية النُدرة، فصاحب عقلية الوفرة تجده دائماً يُشارك الناس المعلومة والمعرفة، ويطرح الأفكار بدون الخوف من سرقتها، لأنه مؤمن ان الأفكار لا تنتهي، ويتمنى الخير لمن حوله. عقلية الوفرة هي المثال على توازن العقل والروح والمشاعر، فلن يكون هناك طريق للإنشغال بنجاحات الآخرين، ولا الغوص في المقارنات الاجتماعية التي لا تنتهي. راحة البال دائماً نجدها مع صاحب هذه العقلية، فمن يسعى لمنفعة الجميع من باب حُب الخير، ودائماً تجد لديه راحة ضمير كبير ولا ينشغل بالتفكير بالآخرين. بالنهاية الرضا عن الذات هو ما يسعى إليه، والخير موجود ويكفي الجميع، ولا حاجة إلى الخوف من ضياع الفرص.
من نظرة شخصية، سبب تكون هذه العقليات هو البيئة الإبداعية المُحيطة حول هذه العقلية. المُبدع هو صاحب الخيال الواسع، ويرى ان سقف الإبداع عالي جداً ومُتاح للجميع. طبعاً حددت الشخص المُبدع لانه يرى الحياة بصورة مُختلفة ومُغايرة عن المجتمع حوله، ودائماً صاحب هذه الشخصية لديه عقلية الوفرة ونجده يدفع من حوله لتبني عقلية الوفرة والإقدام للعمل بطمأنينة وهدوء. بالتأكيد إرتباط البيئة الإبداعية تدخل في نطاق التفكير والقراءة، وعدم وضع حدود للخيال، فالمستحيل قد يكون مُمكن، واذا لم يكن مُمكن فالتجربة هي مجموعة خبرات قد تؤدي الى نجاحات اخرى في المستقبل. الحرص على تشجيع النفس على التفكير والابداع مَطلب دائم في حياتنا، وتجديد للعقل والروح.
طبعاً هناك حروب دائمة بين أصحاب عقلية الوفرة وأصحاب عقلية الندرة مُنذ القِدم. فهناك من يقول ان أصحاب عقلية الوفرة هم مُتفائلون جداً في الحياة، وحبهم للخير والصلاح قد يجعلهم فريسة سهله لمن حولهم. وهناك ايضاً من يقول أن اصحاب عقلية الندرة هم متشائمون وخوفهم من نجاح الآخرين قد يساعدهم على النجاح وربما التفوق عليهم. تختلف الآراء كثيراً في تحديد معايير التصرف العقلي وإختيار العقلية المناسبة تحت عوامل كثيره حولك. من المُثير للإهتمام، ان هذه العقليات موجوده حولنا ونلاحظ تواجدها كثيراً، ومن الجميل تحديد نوع العقلية التي تتعامل معها، لان معرفتك بها قد تساعدك على تقصير المسافات الفكرية بينكم. ولابد أن نبدأ التفكير بعقلية الوفرة، وأن نرفع من مستوى روحانياتنا وإيماننا لندرك أن الأرزاق قد وزعت والكل سيأخذ نصيبه في الحياة. ودائماً ندعو لأنفسنا وللآخرين بالبركة وننشغل بالعمل لأنفسنا لا بالنظر بما لدى الآخرين، وهاتان العقليتان لا تنطبقان على عالم الأعمال فقط، بل في كل مجالات الحياة.
قُمت بعمل جدول بسيط للتوضيح، تم جَمع المعلومات من مصادر مُختلفة باللغة الإنجليزية.


الحياة في تجارب مُختلفة تصنع أبعاد فكرية لِخلق إنسان شُبه مُتكامل الصفات في مجالات شَتَّى , هذه التأثيرات تصنع الفرق الجوهري بين إنسان وآخر ..