صورة لي في حفل التخرج اثناء إستلام وثيقة الماجستير
اتذكر موقف لأحد الاصدقاء الأمريكان في حفل تخرجنا لهذا العام. طبعاً اثناء حفل التخرج، يقوم مقدم الحفل بذكر اسماء الطلاب، للصعود على المنصة واستلام وثيقة التخرج. قام بالإعلان عن اسم Jeason Foust ، صعد على منصة التكريم لاستلام الوثيقة، لكن الغريب انه كان يحمل هاتفه النقّال (iPhone) ويقوم بالتصوير عن طريق برنامج السناب شات! كان سعيداً ويتحدث مع عميد الجامعة، ومدير الجامعة. بالنسبة له كانت هذه الثواني البسيطة توثيق عظيم للحظة تاريخية كان ينتظرها! طبعاً بعدها بأيام قليله صادفته في الحديقة العامة، وتحدثنا عن حفل التخرج والكل بدأ باستعراض حصيلة الصور الجميلة، وبعض مقاطع الفيديو لحفل التخرج. تم إلتقاط مجموعة صور رائعة لي اثناء تسليمي وثيقة التخرج، وصديقي كان مُتحسر لأنه لم يلتفت للكاميرات التي كانت ترصد هذه اللحظات، ووضع جُلَ جهده في برنامج السناب شات!
لا اعلم هل اصبحت حياتنا مرتبطة بالشبكات الاجتماعية؟ انا حالياً اكتب هذه التدوينة وانا متوجه من الخبر الى البحرين، وصديقي يقوم بالتصوير ونشر بعض الصور عن طريق السناب شات (البعض يقول سناب تشات ولا اعلم الأصح في القول)، المهم أن البعض يُريد إثبات انه مُستمتع بوقته. إلتقاط الصور للذكرى أمر جميل ومُحبب للنفوس، ولكن مشاركة الجميع تفاصيل حياتك لإثبات ان حياتك رائعة، لا استسيغ هذه الفكرة ابداً. هناك نوع من المستخدمين يغيب فترة طويلة، وفجأة اجده في تويتر والانستقرام وسناب شات يشارك تفاصيل يومه في لندن، وبعدها يعود الى الاختفاء حتى يشتري تذكرة اخرى لأوربا!
تذكرت صورة قد رأيتها في تويتر لمرأة كبيره في السن كانت تستمتع بلحظات مميزة لمشاهدة ممثلها المفضل Johnny depp. الكل في المشهد كان يقوم بالتصوير، وكانت هيَ الوحيده المُستمتعه لدرجة ان صحيفة Daily Mail البريطانية تبحث عنها لأنها كانت تعيش اللحظة. هل نحن في الطريق الى التباهي باللحظات المُميزة اكثر من الاستمتاع بها؟


الحياة في تجارب مُختلفة تصنع أبعاد فكرية لِخلق إنسان شُبه مُتكامل الصفات في مجالات شَتَّى , هذه التأثيرات تصنع الفرق الجوهري بين إنسان وآخر ..